ولد محمّد بن عبد الله فى بيئة قوم جاهلية؛ يعبدون الأصنام ويأكلون الميتة ويأتون الفواحش و
يقطعون الأرحام ويسيؤن الجوار ويضطهد القوى منهم الضعيف.
فكانوا على ذلك حتى بعث الله إليهم محمّد رسولاً؛ وقد كانوا يعرفون نسبه الشريف وصدقه
وأمانته. فدعاهم إلى توحيد الله وعبادته؛ وليتركوا ما كانوا يعبدون هم وأبائهم من دون الله من ا
لحجارة والأوثان وهوى النّفس. وأمرهم بصدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وبر الوالدين
وصلة الرحم وحسن الجوار والعدل بين الناس والكف عن المحارم والدماء وأن يحب المرء لأخيه
مايحبه لنفسه؛ ورغّبهم فى التصدّق على الفقير ورعاية الأرملة واليتيم وعتق رقاب العبيد و
عاهدهم على الصلاة والزكاة وصيام رمضان وأن يعبدوا الله وحده لا يشركوا به شيئاً.
ونهاهم عن الكذب وقول الزور وعن السرقة وأكل مال اليتيم وعن عقوق الوالدين وقطع الرحم
والإساءة إلى الجار وعن إتاء الفواحش وقذف المحصنة وشرب الخمر.
ولكن لماذا يتعمّد بعض النّاس تشويه صورة حبيبنا محمّد؟ ولماذا تنشر بعض وسائل الإعلام
أكاذيب عنه؟ هل هو سوء تفاهم أم هى مؤامرة منظمة؟ أم هل هو مزيج بين الأثنين؟ مزيج
حدث فى زمن خدّاع؛ يُكذّب فيه الصادق ويصدّق فيه الكاذب؛ ويؤتمن فيه الخائن و يخوّن فيه ا
لامين؛ زمن أختلط فيه الحق بالباطل.
ولكن مهما يعلو البالطل ومهما تخطلت المفاهيم فإن نور الله لن يعوقه شئ والهداية دائماً ما
تكون لمن يبحث عن الحق.